يصدر قريبا عن “الشبكة العربية للأبحاث والنشر” ترجمة كتاب (الحركات الاجتماعية 1768 – 2012) لعالم الاجتماع البروفيسور شارلز تيلي، في طبعته الإنجليزية الثالثة الصادرة عن دار روتدلج في مائتي وأربع ورقة .
تقدم الطبعة الثالثة من كتاب تيلي الأحدث والأوسع هذا التاريخ التحليلي للحركات الاجتماعية حتى تاريخ طبع الكتاب. إذ تشترك ليزلي وود مع تيلي في تغطية موضوعات حديثة مثل الأزمة الاقتصادية وما يرتبط بها من أعمال احتجاجية حول العالم، مع مواصلة اهتمامها بالقضايا المهمة دائمًا مثل حقوق المهاجرين، وتقنيات الإعلام الجديد، ودور المدوّنين والفيسبوك في أنشطة الحركات الاجتماعية. ومع تغطية جديدة للكولونيالية والرأسمالية وأثرهما في تشكّل الحركات، وكذلك تغطية أحدث الربيع العربي في 2011 وتحليلها، تضيف هذه الطبعة عمقًا تاريخيًا إضافيًا، في الوقت تلتقط أطراف حلقة جديدة من النزاعات اليوم.
الجديدُ في هذه الطبعة:
- نقاش موسّع لثورة الفيسبوك – وأهمّية التقنيات الجديدة للحركات الاجتماعية.
- تحليل نضالات حديثة – من بينها الربيع العربي، لا سيما الحركات المؤيّدة للديمقراطية في مصر، وتونس، وحركات مناهضة الهجرة وتأييدها في أريزونا، وحزب الشايTea Party ، والحركة التي ألهمها احتلال وول ستريت.
- نقاش موسّع للطريقة التي أثر بها ظهور الكولويالية والرأسمالية في ظهور الحركات الاجتماعية.
تشارلز تيلي، كان حتى وافته المنية عام 2008، حائزًا منصب الأستاذ جوزيف باتنويزر Joseph L. Buttenwieser في العلوم الاجتماعية يجامعة كولومبيا. ألّف تلي خمسين كتابًا، حصد عديد منها جوائز بارزة.
ليزلي وود، أستاذة مساعدة في علم الاجتماع بجامعة يورك York University. نشرت مؤخّرًا دراسة متخصصة تحت عنوان العمل المباشر والمداولات والانتشار: العمل الجماعي بعد احتجاجات منظمة التجارة العالمية في سياتل Direct Action, Deliberation, and Diffusion: Collective Action after the WTO Protests in Seattle (Cambridge University Press 2012).
وفيما يلي محتويات الكتاب:
الإهداء | ||
مقدمة المترجم | ||
تمهيد الطبعة الأولى | ||
تمهيد الطبعتين الثانية والثالثة | ||
الفصل الأول | الحركات الاجتماعية بوصفها سياسة | |
الفصل الثاني | ابتكار الحركات الاجتماعية | |
الفصل الثالث | مغامرات القرن التاسع عشر | |
الفصل الرابع | القرن العشرين، توسعات وتحولات | |
الفصل الخامس | الحركات الاجتماعية تدخل القرن الحادي والعشرين | |
الفصل السادس | المقرطة والحركات الاجتماعية | |
الفصل السابع | مستقبل الحركات الاجتماعية | |
نقاش وأسئلة | ||
المراجع | ||
إصدارات تشارلز تِلي حول الحركات الاجتماعية، 1977-2010 | ||
حول المؤلفين |
مقتطف من مقدمة المؤلف:
أمّا عن الكتاب، فعلى الرغم من عدم تطرقي كثيرًا إلى “المتنازعين contenders” فيما قبل سبعينيات القرن العشرين، وعدم تعريف موضوع دراساتي صراحة بوصفه موضوعًا حول “التنازع “contention إلا في الثمانينيات، وكذلك عدم البدء في التنظير حول “السياسة التنازعية contentious politics” حتى التسعينيات، فإن خطًّا رئيسًا من أعمالي على مدى نصف قرن، كان معنيًّا بكيف، ومتى، وأين، ولماذا يُملي عامة الناس مطالب جماعية على السلطات العامة، وغيرها من أصحاب النفوذ، والمنافسين، والخصوم، والمستهدفين من المعارضة الشعبية. وكنت لسنوات طويلة قد تجنبت، عمومًا، استخدام مصطلح “الحركات الاجتماعية” لما أثاره مرارًا وتكرارً من معانٍ مختلفة زادته غموضًا بدلًا من توضيحه. ولكن ما أعددته من قوائم مفصّلة حول الأحداث التنازعية التي وقعت على مدى فترات من القرن السابع عشر حتى القرن العشرين في أوربّا الغربية وأمريكا الشمالية جعلتني أغيّر موقفي من استخدام المصطلح. إذ إن تلك القوائم أوضحَت أنّ ثمة تحولاتٍ رئيسةً طرأت في تلك المناطق على مجموعة الوسائل التي استخدمها عامة الناس في إملاء مطالب جماعية على الآخرين- ذخيرة تحركاتهم التنازعية[1]contentious repertoires – في الفترة من 1750 إلى 1850؛ وبالرغم من وجود فروق واضحة في توقيت حدوث تلك التحولات من نظام سياسي لآخر، فقد تجمعت التحولات في كل نظام في لفيف متجانس؛ وداخل هذا اللفيف ظهرت تركيبة متمايزة من الحملات والتحركات والعروض. وفي نهاية الأمر، بدأ المشاركون والمراقبون سواء بسواء في إطلاق اسم “حركة” على ذلك الشكل الجديد من السياسة. فلمَ لا أتشبّث بذلك التغير؟
وعلى الرغم مما يسود حاليًا من ميل لتسمية كل شيء بـ”الحركة” بداية من الولع المؤقت بالأشياء حتى جماعات المصالح الراسخة، فإن ظهور ذلك الشكل السياسي الجديد والمتميز وتحوله وبقاءه استحقّ لا شك اهتمامًا تاريخيًا. وقررت بالفعل مع شيء من رهبة الحروب الحقلية والنزاعات المحتملة حول التعريف أن استخدم المصطلح القياسي “حركة اجتماعية” بدلًا من اختراع بديل مثل “حركة اجتماعية متكاملة الأركان” full-fledged social movement، أو “نمط الحركة الاجتماعية الذي ظهر أولًا في أوربّا الغربية وأمريكا الشمالية بنهاية القرن الثامن عشر”. فهذا المصطلح المعياري، لا شكّ، قد بسّط من النص.
[1] يشير الكاتب هنا إلى مجموعة الممارسات والأنشطة التي يقوم بها أصحاب المطالب في عملية التنازع من أجل الحقوق والمطالب، وقد أجملها هنا في عبارةtheir contentious repertoire ، وسوف نتعرض لاحقًا لتفسيرات مفصلة ومتنوعة مدعمة بمشاهد وأحداث تاريخية تبين المقصود بذخيرة التحركات التنازعية [المترجم].