الوصف
تبرز أهمية مشكلة النهضة في العالم الإسلامي وتعظم بقدر ارتباطها بغاية الحياة، وسلوك المنهج الرشيد أو الصراط المستقيم، لذلك حرص المؤلف في كتنابه على بحثها، وآثر أن يتناولها من خلال دراسة أحد أعلام الفكر الإسلامي المعاصر، الذين عنوا بها، فوقع اختياره على مالك بن نبي – باعتباره يشكِّل مدرسة من مدارس الفكر الإسلامي المعاصر التي انتهجت نهجاً مميزاً في دراسة مشكلات العالم الإسلامي، وتحليلها تحليلاً دقيقاً وعميقاً، بغرض الكشف عن أصل الداء، وإيضاح طريق الدواء، مع ربط مشكلة التنمية في العالم الإسلامي بالإسلام، باعتباره المنهج الصحيح والصالح، الذي يحقق تركيب حضارة هذا العالم من جديد، بل هو السبيل الوحيد لتحقيق الحضارة المنشودة…
كما تميّز مالك بخبرته بحضارة الغرب؛ حيث مكث في أوروبا أكثر من ربع قرن، يدرس ويحلل، بالإضافة إلى تكوينه المتميِّز من الناحية المنهجية، واستفادته من جميع ما اطلع عليه، وتوظيفه في خدمة القضية التي يعالجها، وفق ما تقتضيه قواعد الموضوعية في البحث.
كل تلك الجوانب المشار إليها تؤكد أهمية البحث والدراسة في هذا الموضوع، وتسهيلاً للقارئ، انتهج المؤلف نهجاً يسيراً، حيث قسّم بحثه إلى شقّين؛ شقّ يتعلق بحياة المؤلف من خلال سيرته ومذكراته، وشقّ يتعلق بدراسة أفكاره، من خلال إدراج الأفكار الرئيسية وتصنيفها ثم إدراج المشكلات التي تتناولها وطرق معالجتها.