الوصف
كيف استجاب المسلمون المحدَثون للتحديات التي خلقتها مجابهة الكولونيالية على مستوى العلاقة بين الشريعة والقانون والدولة؟
في هذا الكتاب، تعقد عِزة حسين- أستاذة السياسة والقانون بجامعة كامبردج- مقارنة بين الهند ومالايا (ماليزيا المعاصرة) ومصر، أثناء الحقبة الكولونيالية البريطانية، بغية تتبع أثر تشكُّل وتحول النمط المعاصر من “القانون الإسلامي”. وتوضح حسين أن القانون الإسلامي ليس الشريعة فحسب، ولكنه كذلك بُنى مؤسَّسية حاضرة، ومحتوىً موضوعيًّا، ومعجمًا رمزيًّا، وعلاقة بين الدولة والمجتمع. بكلمات أخرى: سياسات بُنيت من خلال مؤسَّسات نشأت في سياق مجابهة الكولونيالية.
يروي الكتاب –إذًا- تقديم عرض جينالوجي للقانون الإسلامي المعاصر، أو لـ “هجين” النُّظم القانونية الإسلامية المعاصرة، وتحليل مفاوضات النُّخبة حول الدين، والدولة، والمجتمع خلال الحقبة الكولونيالية البريطانية تحليلًا سياسيًّا، وتأريخ المقاربات الإسلامية المتداوَلة للقانون، والدولة، والهوية.
وتتخلَّل الكتاب مباحث في العلمانوية والحداثات الكولونيالية والمسلمة، كما يتضمن مباحث في بروز القانون بوصفه أداةً للسيطرة، ومباحث أخرى ترتبط بسجالات حادة سادت حقول الدراسات الإسلامية، والقانون المقارَن، والتاريخ، والسياسة المقارَنة.
طرحت هذه السجالات أسئلة حول كيفية تأسيس سلطة الدولة وإدامتها، وكيفية انتقال القانون من موقع إلى آخر، وجواز القول بأن الشريعة لا تزال واقعًا حيًّا في الدولة المسلمة الحديثة، ومعضلة مركزة القانون الإسلامي، وحصر الشريعة في قوانين الأسرة والشعائر، وكيف أنتجت تلك التحولات في الدولة المسلمة الإطار الذي يتم من خلاله التعبير عن الإسلام اليوم.