تأليف دوروثي ميتليتزكي
الصادر عام 1977 عن جامعة ييل الأمريكية
حصلت الشبكة العربية للأبحاث والنشر على حقوق كتاب (مسألة العربي في انجلترا العصور الوسطى) وتعمل حاليا على ترجمته ونقله للغة العربية.
يقع الكتاب في حوالي 250 صفحة من القطع المتوسط، بالإضافة إلى الحواشي التي تقع في نحو 55 صفحة.
أولًا: موضوع الكتاب
ينتمي هذا الكتاب أكثر ما ينتمي إلى مجال تاريخ الأدب “الاجتماعي والسياسي والفلسفي والديني”، وتقدم دار النشر كتابها في الغلاف الداخلي بعبارة دالة على موضوعه ومبحثه:
“حتى ندرك أهمية المادة العربية في أدب العصور الوسطى، لابد ان نتعرف على حقيقة وجود الإسلام الملموسة في التجربة الأوروبية القروسطية”.
وهكذا، فالكلمات المفتاحية لمبحث هذا الكتاب هي “المادة العربية” والمقصود: المكتوبة باللغة العربية أو المترجمة منها. و “أدب القرون الوسطى” وهو ما يخرج بموضوع االكتاب عن تناول التأثير الإسلامي العام في الحضارة الأوروبية عمومًا. وتشير عبارة “انجلترا العصور الوسطى” إلى التحديد الزمني والمكاني، وبالتالي تضييق حدود االدراسة وتكثيفها، ويخرج هذا بالكتاب عن عمومية مباحث كتب ككتاب تأثير الإسلام في أوروبا العصور الوسطى لمؤلفه مونتجمري واط.
ويمكن إضافة هذا الكتاب أيضًا إلى إسهامات دراسات تأصيل تاريخ الترجمة عن العربية في أوروبا، لاسيما انجلترا، وهو مبحث نادر. فالكتاب يتناول عمل المترجمين اللاتين عن العربية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين بوصفه الخلفية العلمية والتعليمية القروسيطة التي تتجلى فيما استخدمه عالم شاعر يُعد أبا الشعر بل الأدب الإنجليزي كله وهو تشوسر Chaucer من موضوعات وصور أدبية. وهو يكشف عن بُعد جديد لمفهوم الهجين الثقافي كما تناقشه دراسات ما بعد الاستعمار. فيكشف أن الاختلاط بين الثقافة الاستعمارية وغيرها كان في الأصل بين هجين عنصره العربي أساسي وعنصر عربي حديث.
تتمثل خلاصة الكتاب في تقييم عام لقوة حضور العربي الثقافية في انجلترا العصور الوسطى تحديدًا.
ثانيًا: محتويات الكتاب
يقع الكتاب في بابين.
الباب الأول عنوانه “المعرفة العلمية والفلسفية”، ويضم أربعة فصول تُفصّل عملية نقل العلوم والفلسفة من العربية:
الفصل الأول: بعنوان “النقل”. ويتناول تأثير الحروب الصليبية والثقافة العربية في صقلية وأسبانيا بإيجاز شديد موجه إلى موضوع الكتاب السابق الإشارة إليه.
الفصل الثاني: بعنوان “الدراسات العربية في انجلترا”. ويحوي معلومات وتحليلات قيمة عن انتقال العلوم العربية عن طريق ترجمة أعمال عربية أصيلة أو أعمال عربية مترجمة عن اللاتينية، ويوضع هذا في إطار سياسي ثقافي أنثروبولوجي رصين، نعرف من خلاله بداية علاقة العرب والمسلمين بانجلترا العصور الوسطى وكيفية تطورها، وأهم مترجمي المصادر العربية ومن أخذوا عن الثقافة العربية وطوّعوها.
الفصل الثالث : بعنوان “الفكر العربي” أي المكتوب بالعربية. ويبرز ما يصفه الكثيرون بأنه الحدث الأهم في تاريخ الفكر القروسطي، وهو نقل أرسطو عن العرب وتبعاته في كل المباحث العلمية والإنسانية. والتناول هنا شديد الإيجاز والتركيز.
الفصل الرابع: بعنوان “المأثورات العربية في الأدب الإنجليزي الوسيط”. ويتناول أثر اللغة العربية وأدبها على الأدب الإنجليزي الوسيط ــ واللغة بلا شك. ويشير تعبير الوسيط هنا إلى أحد أطوار اللغة الإنجليزية، التي بدأت بالقديمة ثم الوسيطة ثم الحديثة. وتحدد المؤلفة الأثر العربي في استخدام “الصور العلمية” الذي جاء عن طريق الترجمة في قصيدة مهمة جدًا هي البومة والعندليب كُتبت بين عاميْ 1186 و 1216، وهي في صورة مناظرة بين الطيور في موضوعات مختلفة، ويتضح الأثر العلمي العربي فيها، كما تبرزه المؤلفة، كما أن تناول الموضوع شيق وكاشف.
تطبق المؤلفة الأمر نفسه على أهم أدباء انجلترا قاطبة قبل شكسبير وأشدهم تأثيرًا في أدبها ولغتها وهو تشوسر وتُولي المؤلفة عناية خاصة بهذا الأثر العربي في حكاية السيد التي لم تكتمل. وهي تقدم هنا إسهامًا مهمًا في مبحث دراسات المصادر الأدبية. وهو ما تخصص له الباب الثاني كله.
الباب الثاني عنوانه “التراث الأدبي”
ويقع في أربعة فصول من الخامس إلى الثامن.
الفصل الخامس: بعنوان “المصادر العربية”. ويتناول الأصول العربية لثلاثة من أهم ما ظهر في القرون الوسطى من كتب “الأدب والحكمة” او “أدب الحكمة” وهي: نظام للكهنة Dissciplinia clericalis ، وسر الأسرار secretum Secretorum ، و حكم الفلاسفة وأقوالهم The Dicts and Sayings of the Philosophers.
الفصل السادس: بعنوان “التاريخ والقصص الرومانسي”. ولهذا الفصل أهمية كبرى في كشف المصادر الأدبية الاولى لصورة العرب والمسلمين التي شاعت فيما بعد في أدب أوروبا ثم وسط عوامها وخاصتها وإعلامها. وهو يتناول موضوعات “الزواج” بوصفه مجسدًا للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين، ومعاملة العرب والمسلمين في القصص الرومانسي في انجلترا العصور الوسطى. وموضوع العربي أو المسلم المتنصر والسلطان المسلم المهزوم، وشخصية “محمد” و “الجنة الإسلامية”.
الفصل السابع: بعنوان ” أسفار سير جون ماندفيل”. ويتناول أسفار سير جون ماندفيل برًا وبحرًا، وهو كما تقول االمؤلفة انعكاس صادق لصورة المعرفة القروسطية والتصور القروسطي الأوروبي للشرق في كل اللغات الأوروبية، ومنها الإنجليزية.
الفصل الثامن: بعنوان “مسألة العربي وتشكل الرومانسة”، حيث يأتي أثر الأعمال الأدبية العربية المكتوبة وتقليد الأعمال الشرقية في انجلترا تحديدًا، فتتبع المؤلفة مصادر الأعمال وما أثرت عليه من منتج أدبي تحول إلى أعمال في أصل التراث الأدبي الأوروبي عامة والإنجليزي خاصة.