“موجز تاريخ للغد”
عدد صفحات الكتاب: 464 صفحة
تاريخ نشر الطبعة المترجمة للغة الإنجليزية: سبتمبر 2016، تم ترجمة الكتاب إلى حوالي 25 لغة خلال عامي 2017 و2018
عن الكتاب:
الكتاب من تأليف العالم والأكاديمي الإسرائيلي ” يوفال نوح هراري”، وهو أكاديمي في الجامعة العبرية بأورشليم، وتعد النسخة العبرية هي النسخة الأولى والأساس للكتاب، والتي ترجمت إلى الإنجليزية سبتمبر 2016.
كما هو الحال مع كتابه السابق: “موجز تاريخ البشرية”، يحكي المؤلف مسار التاريخ في ظل وصفه للأحداث والخبرة الإنسانية الفردية، إلى جانب القضايا الأخلاقية المتعلقة بمسحه التاريخي. ومع ذلك، فإنَّ المؤلف يتعامل أكثر مع القدرات التي اكتسبها الإنسان من خلال وجوده وتطوره باعتباره الفصيل أو النوع المسيطر في هذا العالم. يصف الكتاب القدرات والإنجازات البشرية الحالية ومحاولات رسم صورة للمستقبل. أيضًا هناك العديد من القضايا الفلسفية التي نوقشت داخل هذا المؤلف، مثل التجربة الإنسانية والفردية والعاطفة الإنسانية والوعي.
يقوم الكتاب على دراسة وتحليل لدراسة إمكانيات المستقبل بالنسبة للإنسان. توضح الفرضية أنَّه خلال القرن الحادي والعشرين، من المرجح أن تقوم البشرية بمحاولة كبيرة لاكتساب السعادة والخلود وقوة تضاهي قوة الإله. يتنبأ المؤلف خلال الكتاب بطرق مختلفة أنَّ هذا الطموح ربما يتحقق في المستقبل من خلال الارتكاز على الماضي والحاضر.
الجزء الأول من الكتاب يستكشف فيه المؤلف العلاقة ما بين الإنسان وسائر الحيوانات موضحًا الأسباب التي أدَّت إلى غلبة وسيطرة الإنسان على بقية الحيوانات. منذ الثورة اللغوية أي منذ حوالي 70000 سنة، يعيش البشر في واقع مختلف مثل: البلدان والحدود والدين والمال والشركات، وكلها تم إنشاؤها لتمكين التعاون المرن واسع النطاق بين مختلف البشر. وتمَّ فصل البشرية عن الحيوانات من خلال قدرة البشر على الإيمان بهذه التركيبات الداخلية التي لا توجد إلّا في العقل البشري، واكتسبت هذه القوة من خلال الاعتقاد أو الإيمان الجماعي. إنَّ القدرة البشرية الهائلة على إعطاء المعاني لأفعالها وأفكارها هو الذي مكَّن من تحقيق العديد من هذه الإنجازات.
يزعم المؤلف بأنَّ الإنسانية هي شكل من أشكال الدين الذي يعبده البشرية بدلاً من الإله. إنَّه يضع الجنس البشري ورغباته كأولوية عليا في هذا العالم، ومن خلالها يتشكل البشر ككائنات مهيمنة. يعتقد الإنسانيون أنَّ الأخلاق والقيم مشتقة داخليًا داخل كل فرد، وليست مشتقة أو نابعة من مصدر خارجي. يعتقد المؤلف أنَّ الإنسانية، خلال القرن الحادي والعشرين، ستدفع البشر للبحث عن الخلود والسعادة والسلطة.
هدَّدت التطورات التكنولوجية استمرار قدرة البشر على إعطاء معنى لحياتهم، ويعتقد المؤلف بإمكانية استبدال الجنس البشري برجل كبير، أو “إله إنساني” موهوب بقدرات مثل الحياة الأبدية. يشير الفصل الأخير من الكتاب إلى إمكانية أن تكون البشر عبارة عن خوارزميات، وعلى هذا النحو فإنَّ الإنسان ربما لن يكون هو المسيطر في الكون وحينها ستصبح البيانات الكبيرة هي النموذج. ويختم المؤلف كتابه بهذا السؤال الموجه للقارئ: ماذا سيحدث للمجتمع والسياسة والحياة اليومية عندما تعرفنا خوارزميات غير واعية، ولكن عالية الذكاء، بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا؟
المصدر: ويكيبديا https://en.wikipedia.org/wiki/Homo_Deus:_A_Brief_History_of_Tomorrow
مراجعة الجارديان للكتاب
مراجعة “تيم آدمز” على الجارديان:
بدأ “يوفال نوح هراري” حياته الأكاديمية كباحث عن حرب العصور الوسطى، وكانت عناوين مقالاته أو كتاباته الأولى عن “التعاون بين الجبهات في القرن الرابع عشر وحملة إدوارد الثالث 1346” أو “الدور العسكري للملك تُركوبلي “. وبدأت القصة بعد أنْ تمّت دعوته لتدريس منهج لم يتخيله أي شخص آخر في الكلية، وهو تدريس مقدمة واسعة النطاق لكل النشاط البشري على هذا الكوكب. وأصبح هذا المنهج كتابًا شهيرًا على نطاق واسع، وهو “موجز تاريخ البشرية”، والذي تمَّ دعمه من قبل “مارك زوكربيرج”، و “بيل جيتس”، و”باراك أوباما”، وتُرجم إلى 40 لغة.
في كل صفحة تقريبا من كتابه “موجز تاريخ البشرية”، وهو بمثابة الكتاب المقدس للتطور الثقافي والاقتصادي والفلسفي للبشرية، وكذلك لمعاركنا الألفية مع الطاعون والحرب والمجاعة، أعلن “هراري” نفسه تلميذًا لهذه المعضلة التاريخية: “لم نقمْ بتدجين القمح بل القمح هو من قام بتدجيننا”، أو “كيف تجعل الناس يؤمنون بنظام متخيل مثل المسيحية والديمقراطية والرأسمالية؟ أولاً، أنت لا تعترف أبدًا أنَّ الأمر متخيل”. وكان الجزء الأكثر إثارة للفضول في هذا الكتاب المثير للاهتمام هو خاتمته؛ فلقد انتهى الكتاب من 75،000 سنة، محاكاة للكتب المقدسة، بنبوءة نهاية العالم، والشعور بقدوم النهاية.
تنبأ المؤلف بأنَّ الإنسان سوف يصمم عملًا أكثر حداثة لمنافسة الثورات الزراعية والعلمية. بعد أن تطوَّرنا لممارسة قدر من الإتقان على بيئتنا، وبعد أن بدأنا في تشكيل كوكبنا، ليس للأرض فحسب بل وأيضًا بيولوجيتنا؛ فإنَّنا نقف في مرحلة خلق الذكاء الشبكي بقدرة أكبر بكثير من قدراتنا العقلية الخاصة. من المحتمل أن تكون النتيجة سيناريو الخسارة بالنسبة للأنواع أو الفصائل الحيوانية. سوف يختفي البشر في المستقبل المنظور إمَّا لأنَّهم قد استحوذوا على مثل هذه الصلاحيات العقلية بحيث لا يمكن التعرف عليهم، أو لأنَّهم دمّروا أنفسهم من خلال كارثة بيئية. وفي كلتا الحالتين، فإنَّ يوم الحساب يقترب.
مثل جميع الملاحم العظيمة، كان كتاب “موجز تاريخ البشرية” في حاجة إلى تتّمة أو تكملة. كتاب ” موجز تاريخ الغد” والذي يتخيل المستقبل المروع على الأرجح في صورة تفريغ التفاصيل. إنَّه مخطط سيناريو مغر للغاية للطرق العديدة التي بموجبها نتجاوز إمكانياتنا وقدراتنا. كتب “هراري”: “الحداثة هي صفقة، ويمكن تلخيص العقد بأكمله في عبارة واحدة: يوافق البشر على التخلي عن المعنى مقابل القوة والسلطة”. ويضيف المؤلف: “قد تعطينا هذه القوة على المدى القريب صفات إلهية: القدرة على إطالة أمد الحياة وحتى موت الغش، الوكالة لخلق أشكال حياة جديدة، لتصبح مصممين أذكياء، وأيضا قد نتمكن من تملك الوسائل التي تساعد في إنهاء الحرب والمجاعة والطاعون، ولكن سيكون هناك ثمن يُدفع لاكتساب هذه القوة”.
في البداية، يقترح المؤلف، إذا ما استمرت التوجهات الحالية، أن تكون موزعة بشكل غير متكافئ إلى حد كبير. من المرجح أن يكون طول العمر الجديد والصفات الإنسانية الفائقة هي حكرًا على الأثرياء الفنيين: وهم أسياد عالم البيانات. وفي الوقت نفسه، فإنَّ التكرار في العمل، الذي تحل محله آلات فعّالة، سيخلق “طبقة عديمة الفائدة” هائلة، دون غرض اقتصادي أو عسكري. في غياب الدين، ستكون هناك حاجة إلى قصص خيالية لفهم العالم. مرة أخرى، إذا لم يتغير أي شيء في نهجنا، فإنَّ المؤلف يتصور أنَّ “الإيمان العالمي بقوة الخوارزميات” سيصبح هو المقدس. بالنسبة إلى أصحاب اليوتوبيا فإنَّ هذا سيبدو إلى حد كبير مثل “التفرد”: نظام معالجة بيانات كلي الشمول وكلي المعرفة (محيط وعليم)، لا يمكن تمييزه عن أفكار الإله، التي سيرتبط بها البشر باستمرار. وبالنسبة لأصحاب الواقعية المريرة سيبدو ذلك أيضا.
المؤلف في الغالب، متفائل أو متخوف، متفائل حول هذا الاحتمال بأنَّ لديه إحساس أخلاقي بالعدالة القاسية: ما أنتجه أو أضافه الإنسان بحكمته على العالم الطبيعي من خلال إنتاج الغذاء الصناعي ربما يومًا ما سيتم إنتاجه على صعيد الإنسان ذاته. سيصبح الأفراد مجرد مجموعة من الأنظمة الكيميائية الحيوية المراقبَة بشبكات عالمية، والتي ستقوم بإعلامنا ثانية بالثانية بما نشعر. أو ربما، لأنَّ المؤلف صارم حول تذكير القارئ، فهم لن يفعلوا ذلك. ويقول إنَّه من وجهة نظرنا، في الحاضر المتسارع، لا يمكن تصور مستقبل بعيد المدى، ولا يزال أقل قابلية للتنبؤ به – وهناك الكثير من الوقت لطرح الأسئلة.
إنَّ التحقيق الذي يجري في بعض الأحيان مع “هاراري” يتركنا مع هذا السؤال: “ما هو الأكثر أهمية – الذكاء أم الوعي؟” بالتأكيد لن يتمكن جوجل من تقديم المساعدة للإجابة على هذا السؤال.
المصدر:
محتوى الكتاب:
شكر وعرفان
- الأجندة الإنسانية الجديدة
الجزء الأول: الإنسان يغزو العالم
- الأنثروبوسين
- الشرارة البشرية
الجزء الثاني: الإنسان يعطي معنى للعالم
- الرواة أو القصاصون
- الثنائي الغريب
- العهد الجديد
- الثورة الإنسانية
الجزء الثالث: الإنسان يفقد السيطرة
- القنبلة الموقوتة داخل المختبر
- الفصل العظيم
- محيط الوعي
- دين البيانات