مقولات سياسية
يتألف الكتاب من تصدير، وأربعة فصول، وملحقين.
يؤكد التصدير على تأثر أطروحة الكتاب بأفكار إيمانويل كانط وتجاوزها في آن، وبخاصة تجاوز التقسيمات الفاصلة عند كانط بين العقل النظري والعقل العملي، وبين المقولات العامة والمقولات السياسية.
يقع الفصل الأول تحت عنوان “المقولات السياسية” بشكل عام في علاقاتها بالأشياء والمفاهيم والتصنيفات، ويتناول الفصل الثاني المقولات عند أرسطو (الكم، المكان، العلاقة، الوضع، الكيف)، ويركز الفصل الثالث على المقولات عند كانط (المجازات السياسية، العقل المتعالي، الحكم، تأطير المقولات schematism )، ثم يتناول الفصل الثالث تطبيقات المقولات السياسية (الدولة، الثورة، السلطة، السيادة). ويشتمل الملحق الأول على مقولات أرسطو وتفسير سياسي لها، والثاني على مقولات كانط (نقد العقل الخالص) وتفسير سياسي لها.
ما هي الأفكار الرئيسية التي ينبني عليها الكتاب؟
تنشأ المفاهيم الاختزالية عن اختزال المقولات الفلسفية الأرسطية والكانطية categorical reduction، على سبيل المثال، عندما يتم اختزال مقولة “الكم” إلى مفهومconcept ، فإن الكم يمثل دعوة إلى عبادة الأرقام بدلا من عبادة الله والعقل الكوني، وتحويل كل شخص وكل شيء إلى موضوعات ومواد خاضعة لمعايير الوزن والقياس، ويتحدد الاندماج أو الإقصاء وفق هذه المعايير.
ما هي وجهة نظر الكاتب التي يتحيز لها في كتابه؟
يؤمن الكاتب بضرورة العودة إلى المقولات الأرسطية والكانطية لأنها ستعيننا على فهم أفضل وأشمل لمقولات الدولة والثورة والسلطة والسيادة، ومن ثم سد الفجوة الكبرى بين ما يسميه الوجود السياسي political being والوعي السياسي political consciousness .
ما الذي يمثله هذا الكتاب من إضافات في حقله المعرفي؟
تتمثل الإضافة الجديدة في محاولة وضع نظرية للمقولات السياسية تقوم على فهم غير اختزالي للمقولات الأرسطية والكانطية. ويمثل الكتاب مراجعة دقيقة للمقولات الأرسطية والكانطية والظاهرتية، وتطبيقاتها على أربع مقولات: الدولة، الثورة، السلطة، السيادة.
مضمون الكتاب فلسفي محض عن الأنا والوجود، والأنا والآخر، والذات والموضوع، والوجود السياسي والوعي السياسي، ولا يمكن أن يصبر على فهمه إلا أهل التخصص الدقيق بأقسام الفلسفة، كما أنه ينحو إلى استطرادات فكرية كثيرة عن المقولات الأرسطية والكانطية والهيجيلية والظاهراتية، ولا يحلل تلك القضايا الفلسفية بلغة بسيطة، ولا يضرب أمثلة واقعية بسيطة جذابة، وعندما يضرب الأمثلة فإنها تأتي متأخرة جدًا في أسطر معدودة. ويطغى هذا الأسلوب وذاك المضمون على النصف الأول من الكتاب حتى ص 134. وعندما ينتقل الكاتب إلى تطبيق المقولات الأرسطية والكانطية على مقولات “الدولة” و”الثورة” و”السلطة” و”السيادة”، فإنه يُبسِّط أسلوبه نوعًا ما، ولكن ذلك لا يمنعه من الاستطرادات الفلسفية المستغلقة.