يصدر حديثا عن “الشبكة العربية للأبحاث والنشر” ترجمة كتاب (الخطأ في قراءة السنة المحمدية: الإرث النبوي وتحديات التأويل واختياراته) للبروفيسور جوناثان براون الأستاذ بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية.
من المناسب أن يعالجَ هذا الكتابُ الأسئلة العظيمةَ المتمثّلة في تفسير معنى الإسلام وما يجب أن يعنيه من خلال عدسة محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. فربما حتى وقتٍ قريب لم يكن أي مسلم يقرأ القرآن بأعينٍ خالصة وساذَجة. كان المسلمون يقرؤون القرآنَ دائماً من خلال شخص النبي وإرثه، سواء أكان تقليداً شفهيّاً أم مكتوباً، وسواء أكان تصوّراً ملهِماً أم من خلال الشروح المدرسية والحواشي عليها. لقد كانت أنواعاً من إرث النبي المتنازع عليه، ذلك الإرث الذي كان شروحاتٍ أوليةً على النص الإلهي.
يجُول البروفيسور جوناثان براون في هذا الكتاب بالقارئ عبر بعض النقاشات الحديثة الأكثر إثارة للجدل في الإسلام اليوم، مثل ما إذا كان يجوز للمرأة أن تؤمّ صلاة الجماعة، وماذا يحدث للمسلمين الذين يتركون الإسلام، ودور العنف في الدولة الحديثة. سيُفاجأ القراءُ بما سيجدونه في بعض الأحيان ممتعاً، وليس كذلك في أحيان أخرى. ليس من المتوقع أن يوافق جميعُ القراء على استنتاجات براون. ومع ذلك فإنه يتعيّن على المرء أن يُعجَب بالطريقة الصارمة والمنهجية التي يحلل بها الأدلة النصية لمختلف المواقف المتعلقة بتلك القضايا.
يأتي (الخطأ في قراءة السنة المحمدية: الإرث النبوي وتحديات التأويل واختياراته) في الوقت المناسب. سرعان ما وضع المؤلفُ نفسَه كباحثٍ رئيسٍ في الحديث النبوي، إذ يجمع بين الجوانب الأكثر صرامة في الدراسة الأكاديمية الغربية للإسلام وأفضل الدراسات الإسلامية الكلاسيكية. وبهذا المعنى يستدعي كتابُه هذا أفضلَ الأبحاثِ الكتابية للباحثين الرئيسين مثل بارت إيرمان. ستكون قراءة هذا الكتاب مُجزيةً بعدة طرقٍ مختلفة للمسلمين وغير المسلمين كليهما.