حصلت الشبكة العربية للأبحاث والنشر على حقوق كتاب (كيف تفكر كأنثروبولجي) ، وجاري العمل على ترجمته.
وفيما يلي موجز عن الكتاب:
نُشر مؤخرًا كتاب للباحث “ماتثيو إنجيلكي” بعنوان “كيف تفكر مثل الإنثروبولوجي؛ مقدمة للعلم الذي طالما يساء فهمه”. ومن خلال دعم آرائة بأمثلة نظرية وإثنوجرافية؛ يوضح الكاتب كيف أنَّ الأنثروبولوجي ممكن أن يساعدنا في فهم أنفسنا وفهم العالم من حولنا.
هل أنت مستعد لتبدأ بالتفكير مثل الأنثروبولوجيين؟ عليك باتباع العشرة خطوات القادمة لكي تكتسب فهمًا عميقًا عن كيف أنَّ الناس والمجتمعات المختلفة تنظم حياتها وتعرض قيمها ومبادئها.
أولا: قم ببحثك؛ الأنثروبولوجيين يقومون بأبحاثهم مستخدمين مهارة الملاحظة المساهمة. وقد يعني هذا السفر حول العالم لتعيش في خيمة، وتتعلم لغة جديدة، وتأكل طعام غير مألوف لك. أو قد يعني هذا؛ أن تعمل مع الموظفين والعمال في المصانع أو المكاتب داخل بلدك. بغض النظر عن موقع عملك، لا بد أن تقوم بطرح أسئلة عن ما يحدث حولك، وأن تدون ملاحظات عن كيفية رؤيتهم للعالم.
ثانيا: تبني حس النسبية الثقافية. وهذا لا يعني أنك تنسلخ عن قيمك أو لا تتحلى بأي مباديء، ولا يعني أيضا أنك ملزم بالاتفاق مع كل شيء تراه في مجال عملك، ولا يعني أيضا أنَّك تفقد الثقة في البيانات النظرية المتاحة. استخدام النسبية الثقافية هي نظرية تعني أنْ تتذكرَ أنَّ الجماعات الأخرى ربما يكون لديها أفكار مختلفة جدًا عن رؤيتها للعالم أوسع وأكثر اختلافًا عن نظرتك أنت للعالم. لا تفترض أنَّ وجهة نظرك أو رؤيتك تتصف بالعالمية.
ثالثا: حاول أنْ تحتفظَ بمساحة نقدية، حتى ولو كنت تنتمي إلى الجماعة محل بحثك أو دراستك. الأنثروبولوجيين في حاجة لمثل هذه المساحة للقيام بعملية التحليل والنظر. فقدان هذه المساحة قد يخلق أزمة أخلاقية بحثية.
رابعًا: اشغل نفسك بيوميات الحياة الدقيقة. كيف يحي الناسُ بعضهم بعضًا؟ كيف يقومون بالحفاظ على مساحات فراغهم نظيفة؟ ما هي الموضوعات الهامة التي يتفاعلون معها؟ كل هذه الأسئلة قد تبدوا لك عادية أو مملة، لكن دراستها ستمكِّنك من فهم قيم ومباديء المجتمعات.
خامسًا: قم بعملك بطريقة استقرائية، وقم بالبناء من النطاق الضيق أو من النطاق الخاص إلى الفضاء العام. بدلًا من العمل لإثبات فكرة عامة عن الجماعة محل بحثك، دع ملاحظاتك ترشدك إلى نتائج خارجية. واجعل في عملك أو بحثك حالة من التوازن ما بين الدعاوي العامة والملاحظات الشخصية.
سادسًا: تجنب الوقوع في “إنكار العمومية” وهي الفكرة التي تعني أنَّ هناك مجموعات محددة من الناس تعيش في الماضي. كل الناس في الوقت الحالي يعيشون في القرن الحادي والعشرين، والمقصود بالعيش في القرن الحادي والعشرين يبدوا مختلفًا من جماعة لأخرى.
سابعًا: تذكر دائمًا أنَّ التغيير الثقافي والاجتماعي ليس غائيًا. طرق حياة الجماعات تختلف مع الأيام والزمان، ولكن من المهم أنْ تأخذ في الاعتبار هذه التغيرات في مدلولها وسياقتها،لا أنْ تقوم بوضع الحجارة في سبيل هدف غائي حتمي.
ثامنًا: لا تشعر بأنَّك محتم عليك أن تخفي التزاماتك السياسية أو أن تشعر بالحياء وأنت تعرض استنتاجاتك الأخلاقية. بطريقة ما وبدرجة معينة، عمل الأنثروبولوجيين غالبًا ما يقترن أو يتأثر بهوياتهم السياسية والأخلاقية. عليك أن تفهم ذلك وتقر به بدلًا من محاولات التنكر له.
تاسعًا: كن على حذر من كونك أنثروبولوجيًا، لا تقوم فقط باستكشاف كيفية تفكير الجماعة محل دراستك، قم بالتفكير كما هم يفكرون. انظر إلى ما وراء إطارك ورؤيتك النظرية.
عاشرًا: حاول أن تجعل ما يبدوا في الخلفية في الأمام، وما يبدوا في الأمام اجعله في الخلفية. وبعبارة الكاتب “ارفع الحس العام والسؤال عما يؤخذ على أنَّه أمر مسلم به … لا تعيد النظر فقط في ما نعتقد أننا نعرفه … بل أيضًا الطرق التي نعرفها بها”، افتح نفسك على الغرابة والمفاجأة التي ستواجهها بلا شك عندما تبدأ في التفكير كأنثروبولوجي.